عندما تملأ الأكواب ماء
يحكى أن مجاعة قد ألمّت بقرية, فطلب الوالي من أهل القرية طلباً غريباً في محاولةٍ منه لمواجهة خطر القحط والجوع.. وأخبرهم أنه سيضع قِدراً كبيرة وسْط القرية.
وأن على كل فرد من النساء والرجال أن يضع في القِدر كوباً من اللبن, بشرط أن يضع كل واحد كوبَه دون أن يشاهده أحد.
هُرِع الناسُ لتلبية الوالي.. وكلّ منهم قد تخفَّى تحت جنح الظلام وسكب ما في الكوب الذي يخصه داخل القدر.. وفي الصباح فتح الوالي القدر.. ويا لهولِ ما رأى؟
لقد رأى القدرَ وقد امتلأت بالماء!
أين اللبن؟ ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟
لقد قال كل واحد من الرعية في نفسه: "إنني إنْ وضعْتُ كوباً واحداً من الماء, فلن يؤثر في كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية".
وقد اعتمد كل منهم على غيره.. وفكر كلٌّ منهم بالطريقة التي فكر بها الآخرون, وظنّ كل منهم أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلَ اللبن..