عدد المساهمات : 185 تاريخ التسجيل : 30/05/2009 العمر : 63 الموقع : https://neqashalhyat.own0.com
موضوع: لا يدخل الجنة نمام السبت 11 يوليو 2009, 12:02 am
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد ...
اخي الحبيب حفظك الله ورعاك ارجو ان تسمح لي ان اتكلم معك بخصوص امر مهم وخطير لاني احبك في الله ولا مصلحة لي غير اني اريد لك النجاة كما اريدها لنفسي .
وابدأ بالقول ان كثيرا من الناس لا يحلو لهم المجلس الا ان يذكروا الناس باعراضهم ولا يستطيعوا قضاء مجلسهم الا اذا ذكروا فلانا او فلانة وهذا الشي لا يقتصر على النساء او الرجال انما هو يشمل الاثنين والادهى من هذا فان هذا الامر قد وصل حتى الى الذين يسمون انفسهم متدينين او ملتزمين , واحيانا لا يحلو هذا المجلس او ذاك الا اذا خاضوا في اعراض الناس.
فقد مر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بجيفة او ميتة منتنة فنادى على رجلين من اصحابه فقال اين فلان وفلان فجاءا اليه وقال لهما انزلا وكلا من هذه الجيفة فاستغربا من قول الرسول وكيف لهما ان ياكلا من هذه الجيفة فقال لهما ان كلامكما في اخيكما انفا شر من اكلكما من هذه الجيفة .
اكيد اخي بالله ان هذا الشيء عظيم فلعلك نسيت ان الله تعالى قال :ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم .
والواجب على كل واحد منا اذا ما ذكر اخاه امامه بسوء ان يأمر المتكلم بالانتهاء من هكذا كلام فان قال لك ان الذي اقوله هو حقيقة فقل له ان كانت حقيقة فقد اغتبته وان لم تكن فاصبحت اثنين - غيبة وبهتان - اي غيبة و كذب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم :
أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته .
فان استمر فلا يجب عليك البقاء في هذا المجلس ولا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين , فلقد مر الرسول عليه الصلاة والسلام في المعراج - بحديث انس - بقوم لهم اضفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم والدماء تسيل وقال الرسول من هؤلاء سائلا جبرائيل عليه السلام فقال له هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم .
(ولا تقفو ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا )
وهنا يجب عليك رعاك الله ان لا تتكلم او تسمع اي شيء ليس لك به علم واحفظ لسانك وسمعك من الكلام الذي لا يرضي الله لانك ان لم تكن المتكلم ستكون سامعا ومشاركا بالاثم .
ومما يعين على حفظ اللسان استغلاله في طاعة الله جل وعلا، واستشعار ما عند الله من الفضل إذا سخر الإنسان لسانه في طاعة الله، فإن الكلمة الطيبة تقربك إلى الجنة وتبعدك من النار، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد يتقي النار بشق تمرة وبكلمة طيبة
وهنا قد يقول قائل ان الذي اغتابه فاسق او لا يصلي او يشرب الخمر مثلا فيقول العلماء يجب ان يكون الكلام في هذا الرجل من باب المصلحة كالتحذير من صحبته ولا يجوز ان يذكر ذنبه من باب التشهير وبدون وجود مصلحة وانما عليك ان تنصحة وتعظه ولا يجوز لك ايضا ان تزيد على الحاجة يعني تقول مثلا هو لا يصلي ولا خير فيه وهو ساقط وغيره من الكلام الذي لا يجدي نفعا .
ويدل على ذلك حديث معاوية ابن الحيدة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا ترعوون؟ ألا ترعوون؟ اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس)
يعني: عند الحاجة ولحاجة التحذير. وينبغي إذا أتيت لتحذر أن يفهم من كلامك وأسلوبك أنك تقصد فقط التحذير من هذا الشيء المعين دون زيادة، فإن السلف رحمهم الله والعلماء يحذرون في مثل هذه الأمور، فإن بعض الناس قد تبلغ به كراهيته لفعل ما فيحقد على صاحبه، ولا يفرق بين التوجيه والإرشاد وبين الحقد والغل، وقد نبه على هذا الإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين وقال: إن كثيراً من الناس لا يفرقون في هذا حتى تصل العداوة إلى حقد شخصي، ولذلك قيل لابي ذر لما رأى العاصي: أتبغضه؟ قال: لا، إنما أبغض عمله. هذا له حق الإسلام، وله حق في الدين لا تصل إلى أنك تشفي غلك النفسي، وتحمل عداوة الدين إلى عداوة شخصية، حتى إن البعض إذا رأى أخاه على زلةٍ قد يكره توبته حتى يبقى يشهر به -والعياذ بالله-
فإذا بلغ الإنسان هذا المبلغ فليعلم أن عداوته ليست لله، وإنما هي لحظوظ النفس والعياذ بالله.
.
فاياك اياك من الغيبة واعلم اخي الحبيب ان اكثر ما يدخل الناس النار هو اللسان والفرج ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذنا واياكم من الغيبة والنار.