المصلى المرواني ... جزء من المسجد الأقصى المباركالمصلى المرواني قبل الترميم
المصلى المرواني هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك. فالمسجد
الأقصى هو الاسم الاسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين وهو مسجد قديم قدم
البشرية، بناه آدم عليه السلام بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وعاش في
أكنافه معظم الأنبياء والمرسلين، والمسجد الاقصى عند العلماء والمؤرخين هو
كل ما داخل السور الكبير ذي الأبواب، وشكل المسجد مضلع ذو أضلاع أربعة غير
منتظمة وتبلغ مساحته 144 دونمًا، سمي بهذا الاسم لقوله تعالى: (سبحان الذي
أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله
لنيره من آياتنا إنه هو السميع البصير).
وهو أولى القبلتين. فبعد فرض الصلاة مكث المسلمون يتجهون صوبه نحو سبعة
عشر شهرًا، وهو ثاني المسجدين بناءا بعد المسجد الحرام لما رواه أبو ذر
الغفاري، وهو ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، اذ تشد
الرحال اليه، كما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلاّ
الى ثلاثة مساجد، إلى المسجد الحرام وإلى المسجد الاقصى وإلى مسجدي هذا".
ما هو المصلى المرواني؟ المصلى المرواني بعد الترميم
يقع المصلى المرواني أسفل الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الاقصى، وكان
يطلق عليه قديماً اسم التسوية الشرقية من المسجد الأقصى نسبة الى التسوية
المعمارية التي بناها الأمويون في ذلك الموقع ليتسنى لهم بناء المسجد
الاقصى على أرضية مستوية وأساسات متينة ، حيث قاموا ببناء تلك الأروقة
الحجرية القائمة على دعامات حجرية قوية والتي شكلت هذه القطاعات الضخمة
التي نراها اليوم كما أثبت أهل الآثار.
ويتكون المصلى المرواني من ستة عشر رواقًا، وتبلغ مساحته نحو 4000 مترًا
مربعًا، وخصص زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية ومن هنا اكتسبت اسم
المصلى المرواني.
وفي أثناء الاحتلال الصليبي لبيت المقدس استعمله الصليبيون اسطبلا لخيولهم
ومخزنا للذخيرة وأطلقوا عليه اسم اسطبلات سليمان، وأعاد صلاح الدين
الأيوبي فتحه للصلاة بعد تحرير بيت المقدس.
وبالنسبة للسقف الحالي للمصلى فإنه يعود الى عهد السلطان العثماني سليمان
القانوني، أما الأعمدة والأقواس الموجودة في المصلى فإنها تعود الى عهد
عبد الملك بن مروان.
ونسب الصليبيون اسم اسطبلات لسليمان، اعتقادًا منهم أن الموقع يعود لفترة
النبي سليمان عليه السلام، ومن هنا يعتقد كثير من الناس أن هذا المكان من
بناء سيدنا سليمان عليه السلام، وهذا من التلبيس الذي يستعمله اليهود.
ويأتي الإستعمال تحت إسم "اورفوت شلومو" (اسطبلات سليمان) حتى تنسب لهم
فيما بعد، لتكون شاهدًا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل.
وقد أغلق المرواني لسنوات طويلة، لعدة عوامل أهمها اتساع المكان العلوي،
وقلة عدد شادي الرحال اليه، إلاّ أن صعود التيار الاسلامي ساهم في مضاعفة
عدد المصلين وتعميق الوعي الاسلامي بمعاني شد الرحال، حيث لم تعد الظروف
داخل المسجد الأقصى تكفي لاستيعاب الكم الهائل من المصلين، مما أوجب ضرورة
اعادة افتتاحه وتحويله الى مصلى واطلقوا عليه المصلى المرواني، نسبة الى
مؤسسه الحقيقي.